القارة الآسيوية تنقسم وابن همام يتراجع عن الاستقالة
كاتب الموضوع
رسالة
صاحب الإمتياز عضو مجتهد
موضوع: القارة الآسيوية تنقسم وابن همام يتراجع عن الاستقالة السبت 9 مايو 2009 - 1:20
أخذت الانتخابات على مقعد غرب آسيا في (فيفا) الطريق الأكثر سخونة وبدأت الأفكار والرؤى والتوجهات تتحدد من خلال العديد من التحركات التي بدأت صباح أمس باجتماع المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي برئاسة محمد بن همام والذي أبدى فيه ابن همام عن رغبته في رفع الحظر عن الدول الخمس التي سبق وأصدر قراراً بمنعها من التصويت باستثناء الكويت التي رفع أمرها للكونجرس الآسيوي ليحدد أمر السماح لها بالمشاركة من عدمه حيث وافق على ذلك 12 عضواً من أصل 19 عضواً من أعضاء المكتب التنفيذي فيما أبدى رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام عن رغبته في استمرار جميع أعضاء المكتب التنفيذي حتى عام 2011م إلا أن اللجنة القانونية في الاتحاد رأت أهمية تطبيق النظام وأن يتم تحديد نصف الأعضاء للاستمرار والنصف الآخر يتم اختيارهم عن طريق الانتخاب العام وهو الأمر الذي لم يتناسب مع أعضاء المكتب التنفيذي ليحول الأمر هو الآخر للكونجرس الآسيوي للبت فيه حيث لابد من تحديد آليات معينة للانتخاب والترشيح وهي غير الموجودة في الوقت الراهن مما سيجعل استمرار الأعضاء هو القرار الأقرب للجمعية العمومية.
فيما استبعد المكتب التنفيذي رئاسة محمد بن همام لاجتماع الكونجرس الآسيوي وذلك كون ابن همام أحد المرشحين في الانتخابات المنتظرة لذا تم ترشيح نائبه الأول الصيني "زانغ جي لونغ" بعد رفض لتولي السركال الرئاسة. فيما عين المكتب التنفيذي ثلاث شخصيات من كل من السعودية والصين والهند كمراقبين لعملية فرز الأصوات الناخبة لانتخابات عضوية المكتب التنفيذي بالفيفا حيث سيمثل السعودية أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم فيصل العبدالهادي. وكان رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام عقد مساء أمس الأول اجتماعاً سرياً ضم 12 عضواً من أعضاء المكتب التنفيذي بغية مناقشة جميع القرارات التي ستتم عبر اجتماع المكتب التنفيذي الذي أعلن فيه ابن همام عن تراجعه عما قاله سابقاً بأنه سيستقيل من رئاسة الاتحاد في حالة عدم فوزه في الانتخابات وأضاف بن همام أنه قال ذلك في حالة غضب ولكن في حالة عدم فوزه فإنه سيستمر حتى نهاية فترته الحالية 2011م.
خطاب عاجل وكانت المؤشرات والأحداث تشير لتقدم كبير للشيخ سلمان بن خليفة الذي عقد مساء أمس في وقت متأخر اجتماعاً مطولاً مع 28 دولة بحضور رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي الشيخ أحمد الفهد حيث انضم لاجتماع البارحة كل من ممثل إيران والأردن وعمان وأفغانستان ولاوس وهي من أبرز الدول التي كانت مؤيده لرئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام وقامت الـ28 دولة المجتمعة بالتوقيع على خطاب عاجل لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر طالبت فيه بنزاهة الانتخابات وتطبيق النظام وقانون الاتحاد الدولي والسماح للكويت بممارسة حقها ودورها بالتصويت. كما وزعت في ساعة متأخرة من مساء أمس أوراق للدول المؤيدة للشيخ سلمان بن خليفة تطالب بالعمل على التصويت برفض التقرير المالي للاتحاد الآسيوي والميزانية المقترحة وتعيين المراقب المالي وهي من الأمور الحساسة والتي تعني أن هناك اعتراض على الحركة المالية للاتحاد. فالاتحاد الآسيوي لكرة القدم برئاسة محمد بن همام أصبح في نظر الكثير من دول آسيا التي ذهبت للعاصمة الماليزية كوالالمبور اتحاداً منتهي الصلاحية بعيداً عن فوز ابن همام في الانتخابات من عدمه ففي حال فوز الشيخ سلمان بن خليفة على منافسه ابن همام فإن ذلك يعني إعلاناً صريحاً لعدم رغبة آسيا في استمرار محمد بن همام رئيساً للاتحاد ليبدأ ابن همام في البحث عن موقع آخر في خريطة العالم الرياضية خلال السنتين المتبقيتين له خاصة أنه رفض مبدأ الاستقالة بعد ما أعلن عنها في وقت سابق أما في حال فوز ابن همام فإن هذا يعني بداية حرب جديدة على المستوى الآسيوي وبداية الانقسام الحقيقي الكبير في خارطة الكرة الآسيوية فهناك أكثر من 25 دولة ستعلن عن إنشاء اتحاد مواز جديد للاتحاد الآسيوي سيعمل على تسيير أعمال كرة القدم الآسيوية مع رفع دعاوى عدة للاتحاد الدولي لكرة القدم في العديد من الأمور من أهمها قد يكون منع بعض الدول وفي مقدمتها الكويت من التصويت وبعض الممارسات اللا قانونية في نظر بعض الدول التي سبقت الانتخابات والتي منها حق التسجيل قبل موعد الجمعية العمومية بساعة والذي قدم فيه احتجاجاً بسبب قفل باب التسجيل قبل الإجتماع الكونجرس الآسيوي بـ24 ساعة وهو الأمر الذي رفض من العديد من الدول وأعتبر ممارسة غير شرعية للسلطة والتسجيل بواسطة جوازات السفر والتي تعد سابقة غريبة وتحدث لأول مرة، كما لا يجب منع أي اتحاد من التصويت والحصول على حقه بالتصويت في الجمعية العمومية .
الورقة الرابحة كما ستبدأ اليابان في فتح ملفات الاتحاد الآسيوي المالية والتي ترى اليابان أنها الورقة الرابحة الغامضة التي لازالت تلوح بها من بعيد دون الكشف عن ماهية هذه الورقة وما تحويه من معلومات والتي بدأت في تجميعها منذ وقت مبكر بالإضافة لمطالبة صريحة برحيل ابن همام عن سدة الرئاسة الآسيوية لاعتبارات متعددة أولها الانقسام الكبير الذي حدث في آسيا. ويعد الاتحاد الياباني من أول الدول التي ستقود حرب التغيير والتطوير للاتحاد الآسيوي بجانب الكويت والسعودية وكوريا والصين وماليزيا والبحرين في الاتحاد الدولي حيث تعد هذه الدول هي المحور الرئيسي لنجاح الاتحاد الآسيوي ومسابقاته وبرامجه ومحور مهم في التدفق المالي للاتحاد لذا يعد انسحاب هذه الدول وإنشاء اتحاد مواز للاتحاد الآسيوي هي ورقة الضغط التي ستعيد الكرة الآسيوية نحو المزيد من الانضباط في ظل مساندة واسعة وقوية من العديد من الدول الآسيوية التي سبق وتقدمت بدعوى للاتحاد الدولي تطالبه بالإشراف وضبط العملية الانتخابية الآسيوية وهي 24 دولة آسيوية لحقت بها أربع دول أخرى وهذا العدد يفوق النصاب الآسيوي في الانتخابات بالإضافة لدول أخرى سوف تتغير مواقفها في الانتخابات مثل عمان وفلسطين واليمن. ومن المؤكد أن عدم فوز الشيخ سلمان بن خليفة هو البداية الحقيقة لانقسام كرة القدم الآسيوية لأن عدم فوزه يعني منع دول من المشاركة في الانتخابات الآسيوية وهو الأمر الذي سيزعج صناع القرار ومسيري كرة القدم الآسيوية الذين يحظون بعلاقات قوية ومتينة مع عدد من الشخصيات الدولية وفي مقدمتهم رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر تفوق تلك العلاقة التي تجمع جوزيف بلاتر مع محمد بن همام.
أكبر من معركة في المقابل محمد بن همام يرى أن اللعبة الآن أصبحت أكبر من معركة انتخابية وان التغيير أصبح ضرورة في ظل وجود أكثر من نصف دول آسيا لا ترغب في بقائه رئيساً في الاتحاد الآسيوي والذي يعني مغادرته لسدة الرئاسة بعد عامين وهي فترته الرئاسية حسب ما أعلنه هو فالفوز في الانتخابات الحالية يعني له الاستمرار لمدة سنتين ومن ثم مغادرة الاتحاد الآسيوي وهو في موقع قوة مع ضمان مكان آخر يعمل على تهيئته خلال السنتين المتبقيتين له كرئيس للاتحاد الآسيوي والذي يريد أن يكون مقعداً قيادياً في الاتحاد الدولي لكرة القدم وهذا لن يحدث إذا لم يحقق نجاحاً في الانتخابات التي ستجرى اليوم وهو بدون شك تهديد قوي لمستقبل ابن همام الرياضي بالإضافة إلى تحجيم النفوذ الرياضي الذي تريده دولة كقطر لنفسها. فابن همام يعمل على الحفاظ على دور شخصي له في خارطة كرة القدم الدولية بالإضافة للحفاظ على النفوذ الذي يخدم دولته قطر التي ترى بأن الرياضة جزء مهم جداً للتعريف بدولة قطر وجعل لها مكانه دولية عالية في هذا الإطار. ولعل العديد من المراقبين يرون بأن ابن همام وقع ضحية مستشارين لم يوفقوا في جعل ابن همام يدير العديد من المشكلات الآسيوية بالشكل الذي يحافظ فيه على توازن العمل الرياضي والحفاظ على سلامة العلاقة مع عدد من الدول صاحبة الثقل الكروي والسياسي في آسيا بالإضافة بأن الحملة الإعلامية لمحمد بن همام كانت تعتمد على التقليل من المنافسين والتشكيك في نزاهة الغير والتحدي العلني مما جعل الأمور تسوء أكثر مما كانت عليه.
القارة الآسيوية تنقسم وابن همام يتراجع عن الاستقالة